الأنف الفاضح قصه للأستاذه مروة إبراهيم
الأنف الفاضح
داخل معمله الصغير كان يواصل هذا الشاب الدؤوب عمله بنهماك وتفاني ، بين أبحاثه العلمية وتجاربه المعملية. جلس على مكتبه يلتقط أنفاسه ، وبدأ يدون ملاحظاته تحت عنوان “الأنف الفاضح” تجربة تفضح الجرائم ، مادة يستنشقها المرء مثل النشوء ، تجعل أنفه حساسة ، حين يمر عليه قاتل يشتم رائحة الدماء ، ثم يتمكن من رؤية تفاصيل الجريمة ، فكل رذيلة لها رائحتها. – لابد من تجربتها لمعرفة النتيجة ومدى نجاحها هذا ما قاله شريف لنفسه ثم وضع كمية محدودة من المادة في غطاء وبدأ يستنشقها. – والآن يجب أن أخرج هبط على درجات السلم ، قابل ذلك الطفل الذي يسعد برأيته كل صباح حيث يرى في عينيه البراءة ، ملامحه الطفولية وابتسامته الجميلة – لكن ما تلك الرائحة الكريهه ، لا لا يمكن إنها رائحة دماء ، يا للهول أهو قاتل قال جملته لنفسه وهو ينظر للطفل بفزع ، ثم رأى أنه وبكل براءة وضع السم في اللحم التي قدمها لكلب جارهم العجوز ، رأى البشاعة مغلفة بطبقة من البراءة المصطنعة ، ترك الطفل فقد هاله الأمر. استمر في طريقه قابل في الطابق الأرضي العجوز صاحب الكلب ، كان يبكي على كلبه – لقد قتلت زوجتي كلبي لتجعلني وحيد نظر له شريف في تعجب – إن زوجتك ماتت منذ عشرة سنوات فكيف تقتل كلبك؟ – اعذرني يا بني فقد أصابتني الصدمة بالهلوسة قالها بعد أن فكر دقائق ، حينها أشتم شريف رائحة عفنة ، ثم رأى هذا العجوز قبل أعوام في وضع مخل بغرفة نوم مع فتاة ، خائن أصاب بفعلته الشنعاء قلب زوجته المسكينة بأزمة قلبية حادة ماتت على أثرها. فر هاربا من تلك الرائحة دون أن يلقي بال لذاك العجوز الحزين على موت كلبه ، حينها فهم لم هجر الناس وصاحب الكلب. حين خرج إلى الشارع تسربت إلى أنفه روائح عدة ، أكثرها سيء ، الرذيلة في رداء الفضيلة ، الخيانة في رداء الوفاء ، الجريمة في رداء البراءة . لا يحتمل استنشق ألاف من الروائح العفنة كأنما دخل في مستنقع قمامة ، حاول جاهدا الوصول إلى صديقه ضابط المباحث كي يساعده في اكتشاف المجرم من البرئ ، لكن أنفه كاد ينفجر ، لابد أن يزيل أثر المادة من أنفه كي يستمر في تلك الحياة ولكنه حدث نفسه قائلا – هل هناك خلل في التجربة أم الخلل في المجتمع؟ بقلم مروة إبراهيم